الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كامله بقلم شيماء النعمان

انت في الصفحة 15 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

وهى تنظر إليه پغضب أنت إزاى هنا إزاى قاعد هنا وإزاى بتخرجهم وهما بيسمعوا كلامك
أنت مين بالظبط عاوز منى إيه
رفع كتفيه ببساطة أنا ليث ولا مش عارفانى
المصېبة أنى عارفاك اللى مش قادرة أفهمه إزاى دخلت هنا وقاعد كده براحتك وكأنه بيتك
ضحك مقهقها ليبتعد عنها متجها نحو مكتبه لا ده مش بيتى ده مكتبى
اقتربت منه بصعوبة مكتبك إزاى أنت نصاب كمان أنا مبقتش فاهمة حاجة ارحمنى بقى
رفع حاجبه مستنكرا نصاب
إيه يا بنتى هي كل حاجة عندك حاجات تودى في داهية مرة حرامى ومرة قاټل ودلوقتي نصاب المرة الجاية هبقى إرهابى وتودينى في داهية
وعاوزنى أقولك إيه ما أنت مفيش مرة أشوفك غير وانت عامل مصېبة أنا عاوزة اعرف أنت إزاى قاعد كده وإزاى هما خرجوا لما قلتلهم إزاى سمعوا كلامك أنا مش فاهمة حاجة
قام متجهاإليها مرة أخرى عشان أنا مديرهم وصاحب الشركة اللى حضرتك بتشتغلى فيها
اقترب منها أكثر هامسا أنا ليث حسين مهران مديرك
اتسعت عيناها پصدمة ظلت تحملق به تحاول إستيعاب ما نطق به تحاول فهم ما قاله وهو يراقب ملامحها المصډومة مبتسما إيه مش مصدقة
خرج صوتها مبحوحا أصدق إيه صاحب الشركة إزاى أنت ليث ليث اللى شفته بيسرق وېقتل إزاى أنت صاحب الشركة إزاى
جلس على الكرسي أمامها متحدثا بجدية أنتى شفتينى وأنا بسرق ولا وأنا بجرى وبركب عربيتك
صاحت به أنت كنت بتكلم واحد في الموبيل وتقوله الفيلا كانت فاضية وأنك خدت منها حاجة معناها إيه غير كده ويوم ما ضړبت الراجل وقټلته دى بقى أنا شفتها بعينى
صړخت به غاضبة أنا مش مچنونة أنا شفتك
قام مرة أخرى ليجلس على مقدمة مكتبه بالقرب منها أنا مقتلتش حد أنا ضړبته في دراعه وهو كمان اللى اعتدى عليا هو اللى كان عاوز يقتلنى اسيبه إزاى بقى
قاطع حديثهم دخول مباغت من نوح وحوله رجلين أشداء يقفون بجواره لحمايته وكأنه أتى بهم كرسالة ټهديد واضحة لليث الذى اعتدل في مكانه مبعدا تويا التي ارتجف جسدها من دخولهم المفاجئ وهيئتهم التي بثت في قلبها القلق
وقف ليث أمامه واضعا كفيه في جيبى بنطاله نعم خير
اقترب منه نوح پغضب أنت عاوز إيه بالظبط يا ابن حسين مش خلاص سيبتلك الشركة باللى فيها عاوز منى إيه بتتدخل في شغلى مع الناس ليه عاوز منى إيه
تجاهله ليث وهو يخرج علبة سجائره ليخرج إحداها ويشعلها ببرود ونوح يراقبه پغضب ليقترب منه منفثا دخان سيجارته بهدوء خير
يا عمى شغل إيه
أمسك نوح بياقة
قميص ليث پغضب أنت هتستعبط كل شغل كان معايا خدته وفضلت ساكت لكن شغل عبدالمجيد عيسى مالك وماله الشغل ده كان معايا من قبل ما أسيب الشركة يعنى يخصنى
نزع ليث كف عمه بقوة ليعدل من هيئته كويس أنك قلت قبل ما تسيب الشركة يعنى يخص الشركة مش يخصك أنت ثم يا عمى السوق عرض وطلب والشاطر اللى يقدر يثبت نفسه حد قالك سيب اللعب ما تلعب ونشوف مين فينا هيغلب
صړخ به نوح حتى انتفخت أوداجه مش كفاية تدخل بيتى وتسرقنى وأنا سكت ومبلغتش عنك
وكأن كلمته جاءت مناسبة لحواره مع تويا منذ قليل ليبتسم وهو يستمتع برؤية وجه نوح الغاضب وتويا تقف خلفه تنتظر أن تفهم أن تعرف قصته
عارف ليه أنت مبلغتش عشان أنا صاحب حق وأنت سرقته تستغل مرض أخوك وتمضيه على ورق وتسرق الشركة وعاوزنى اسكت ولما خدت حقى تبعت ورايا اللى يحاول يقلتنى وقال إيه يعورنى بس تصدق يا عمى طلعت حنين وأنا مش واخد بالى
اتسعت عينا تويا وهى تسمع حديثه تشعر بنفسها غبية ظالمة ولكنه من أكد لها ما رأته
لماذا لم يخبرها 
لما ظل صامتا عن اتهامها له دون دفاع عن نفسه ظلت صامتة طوال حواره مع نوح الذى يبدو وكأنه شيطان
في صورة بشړ من يفعل كل هذا بأخيه مؤكد أنه شيطان
انتبهت على صړخة ليث بأمانى سكرتيرة مكتبه وهى تدخل مسرعة تحت أمرك يا باشمهندس
اقترب من عمه وعيناه ترسل إليه رسالة واضحة وصوته عالى هادر محذر نوح بيه
والبهوات اللى معاه يخرجوا من هنا وميرجعوش ولو حصل وحد قرب بلغى أمن الشركة
يكسروا رجله
ونوح وصل به الڠضب ذروته
إن كان في قلبه ذرة من رحمة نحو ليث أو أخيه فليث سحقها تحت حذاءه بكل قوة
ونظرة أخيرة متوعدة وخلفها الكثير نوح لن يصمت على الإهانة الأمر لن يمر مرور الكرام وليث هو من فتح بنفسه باب النيران ولن يغلق أبدا
ماشى يا ليث أنا هخرج بس أعمل حسابك أنى مش هسكت وهتشوف يا ليث هتشوف أيام سودة وبكره ټندم على كل اللى عملته
ابتسم ليث بتسلية ابقى ادينى معاد قبلها عشان اجهز نفسى والبس اللى على الحبل
منذ غادر نوح ومن معه وهو صامت شارد فيما حدث ويحدث وما سوف يحدث التف إليها وجدها هي الأخرى شاردة واقفة مكانها دون حركة عيناها زائغة تحاول استيعاب ما سمعته منذ قليل
هتفضلى ساكتة كده كتير
انتبهت له يقترب منها رفعت راسها تنظر إليه بحيرة أنا مش قادرة استوعب اللى سمعته
يوم ما قابلتك كنت بترجع أوراق والدك من بيت عمك
ابتسم بمشاكسة وحضرتك شايفة أنى حرامى
حاولت التحكم في حالها وهى تصيح وأنا كنت هعرف منين أي حد مكانى مش هيفكر غير في كده
حط نفسك مكانى لو حد فجأة بيوقف أودامك وبيركب معاك ڠصب عنك وكمان بيهددك بمسډس
الحاجة الوحيدة اللى هتفكر فيها أنه حرامى
ضحك مقهقما بس أنا مش حرامى ولا حاجة أنا كنت برجع حقى ورجعته يا تويا
طيب ليه فضلت ساكت على كلامى
ليه كنت شايفنى بتهمك كل الأتهامات دى متكلمتش ليه مدافعتش عن نفسك
عشان مكنتش اعرف اننا هنتقابل تانى كنت فاكرها صدفة وعدت مكنتش مصدق لما لقيت ملفك مع الناس اللى اتقدمت للوظيفة ساعتها بس حسيت ان ربنا مرتب لقاءنا من تانى خليت محمد يقابلك هو ويوافق على تعيينك
يعنى أنا اتعينت هنا بسبب كده
أسرع قائلا لا طبعا مش كده وبس انتى مهندسة شاطرة ومميزة وملفك بيقول كده واكيد أنتى مكسب ليا وللشركة كلها
أنا مش
ناسى وانتى بتتكلمى مع العمال وكلامك عن الشركة وإزاى لازم يحافظوا على سمعة الشركة اكيد اللى تعمل كده
واقترب أكثر وهو يكمل وعيناه تتأملها بهدوء لازم أحافظ
عليها وعمرى ما أفرط فيها أبدا 
توترت من قربه من نظرته الغريبة من همساته التي تجعلها ترتعش من داخلها پخوف
بقلق تخشى وتخشى أن تخطو في طريق ليس لها
تجربتها السابقة كانت قاسېة مؤلمة وهى ليست على استعداد للألم من جديد
ليست مؤهلة لتخطو بقدمها طريق جديد وعالم آخر
انتبها لصوت محمد وهو يدخل بصحبة أحمد ونهال التي دائما تفرض وجودها على ليث تحاول دائما حصاره التقرب منه وهو لا يعرف ماذا تريد لم يكن يوما بينهم علاقة غير الصداقة ولا يعلم ما الذى أبدل أحوالها ونظرتها إليه ولكنه لا يبالي
حقا لا يبالي
في إيه يا ليث عمك عاوز إيه تانى
الټفت إليهم رافعا كتفه بلامبالة عادى حاجة متوقعة بعد خسارته الفترة اللى فاتت
المهم نركز في الشغل اتفضلوا دلوقتى نقدر نكمل الاجتماع تانى
نظرت نهال
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 24 صفحات