حجرة بيتنا المغلقه
وذلك لأن من المستحيل أن يكون هذا المكان بعيدا جدا عن الأرض وكيف يصل الهواء والسمك وغير ذلك هنا ؟
جهزنا عدتنا وما جمعه عماي خلال فترة إقامتهم وانطلقنا داخل الغابة.
ولا نعرف هنا ليل من نهار، فالضوء خفيت لا نعرف مصدرا له وكذلك المكان لا يستمد ضوءه من الشمس فما كان لي غير الهاتف لتحديد الوقت.
مررنا بأشياء غريبة وكلما مررنا بشيء ازددنا خوفا من أن يكون المخرج بعيدا أو نكون نبحث في مكان خاطىء.
بعد وقت طويل حوالي يوم كامل وجدنا شيئا لم يكون متوقع ولم نصدق أعيننا.
قرية صغيرة في وسط الغابة، في بداية الأمر خفنا وقمنا بالاختباء خلف الأشجار، وفجأة ونحن نشاهد إذ رمح مسدد في ظهورنا ورجل ممسك بآلة تشبه الماسورة مصنوعة من الخشب وبها أسهم صغيرة، رفعنا أيدينا وألقينا رماحنا ونزلنا على الأرض، كانوا يتحدثون لغة عربية فصحى، قال أحدهم:
لتمشوا أمامنا ولا تحاولوا الهرب كيلا يصيبكم منا مكروه.
مشينا حتى أوقفونا أمام باب، ودخل أحدهم ثم خرج وطلب منا الدخول.
دخلنا فإذا بنا أمام ثلاثة رجال كبار في السن لحاهم بيضاء ناصعة البياض
فقلت:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فردوا السلام، وقال كبيرهم: كيف أتيتم إلى هنا ؟
فحكيت له ما حدث لي ولأعمامي فقال في استغراب:
إذن هناك مدخل آخر غير الذي نعرفه !
فأمر أن يجهز عشرة من الرجال وتذهبون كي يغلقوا ذلك المكان بسرعة.
وقال نحن هنا نحرس بوابة الشر خوفا من أن تخرج للعالم ولا نسمح لأحد أن يخرج منها، وهذا المكان الذي أتيتم منه لم نكن نحسب حسابه، وبفضلكم عرفناه وسنسده ونمنع أن يدخل أحد منه، ثم سألنا:
هل تريدون العودة سالمين إلى أهلكم ؟
فقلنا: نعم نريد.
فقال:سأرسل معكم دليل يخرجكم من مكان للخروج لا يستطيع أحد الدخول منه ولكنه معد للخروج فقط، وهمس إلى أحدهم، فقام وأتى بثلاثة علب من الخشب مغلقة.
وقال: تلك هدايا منا على إعلامنا بالمدخل الذي أتيتم منه، فأسرعت قائلا:
شكرا جزيلا ولن نخبر أحد بمكانكم.
فقال مبتسما: لا عليك من هذا فلن يصدقك أحد إن قلت.
وأمر بأن يأخذنا الدليل ويمضي.
مشينا معه وبينما نحن نبتعد عن القرية إذ رأينا بوابة عظيمة جدا مغلقة بسلاسل ضخمة وخلفها صراخ وأصوات عالية مختلطة، فحاولت أن أستفسر من الدليل، فقال لي بنبرة حادة:
لا تسأل فهذا لا يخصك وأفضل لكم ألا تعرفوا.