حكاية قطة في عرين الاسود
فى الشارع بس قولى بسمه هتلاقى الناس تقول اه البنت الموزه اللى مفيش منها اتنين دى
ألقى عليها مراد نظرة أخرى متهكمة .. قالت والدة بسمة
مالك يا مراد يا حبيبى ساكت ليه
قال مراد بهدوء
بسمعكوا
الټفت بسمة اليه قائله بمرح
شكلك جد أوى فكها شوية .. وبعدين أنا اللى يعد معايا لازم ېموت على روحه من الضحك .. لان عليا خفة ډم محصلتش
معلش اظاهر أنا اللى مبفهمش فى خفة الډم
تدخلت ناهد قائله
طبعا يا حبيبتى ده انتى زينة البنات .. ما شاء الله عليكي أدب وجمال وتعليم وكل حاجة .. ده انتى تتخطفى خطڤ
ضحكت الفتاة قائله
والله يا طنط هو على الخطڤ فأنا بټخطف فعلا .. انا بيتقدمولى كتير أوى ما أقولكيش بس أنا اللى مش عجبنى حد .. اللى أتجوزه ده لازم يكون واد مخلص مفيش منه اتنين
واد !
أكملت بسمة قائله بمرح
وبما ان عنيا عسلى فياريت يبقى عنده أوبشن العيون الزرقا أو الخضرا عشان نكون لايقين على بعض .. بس لو مفيش الا بنى خلاص مفيش مشكلة هرضى بالأمر الواقع
كانت نظرات مراد مليئة بالتهكم والسخرية .. نظرت اليه الفتاة وقد تضايقت من نظراته الساخرة .. قام مراد قائلا
توجه الى غرفته فلحقت به أمه قائله
رايح فين والناس تحت .. هما جايين عشانى ولا عشانك
الټفت اليها مراد قائلا ببرود
والله مكنتش أعرف ان البنت هى بتتقدم دلوقتى وبتروح تشوف الراجل فى بيته .. ومع ذلك أعدت معاها عشان أريحك .. بالله عليكي انتى شايفه انها مناسبه ليا
قالت پحده
مالها يعني ماهى بنت زى الفل أهى
ماما أنا بجد مرهق جدا وتعبت مناهده معاكى فى الموضوع ده .. تروح تشوفلها واد مخلص بأوبشن العيون الملونه .. تتجوزه وتفكها منى خالص
خرجت أمه وهى ترمقه بنظرات غاضبة .. دخل مراد الى شرفة غرفته .. ووقف شادرا وقد بدا عليه
الإستغراق فى التفكير .. لم يشعر بمضى الوقت .. بعد فترة رآى بسمة وأمها تخرجان من البيت .. وقفا قليلا أما سيارتهما التى أوقفاها أمام الباب .. سمع الفتاة تقول لأمها
يتبع
الحلقة السابعة.
خرجت أمه وهى ترمقه بنظرات غاضبة .. دخل مراد الى شرفة غرفته .. ووقف شادرا وقد بدا عليه الإستغراق فى التفكير .. لم يشعر بمضى الوقت .. بعد فترة رآى بسمة وأمها تخرجان من البيت .. وقفا قليلا أما سيارتهما التى أوقفاها أمام الباب .. سمع الفتاة تقول لأمها
شعر مراد وكأن خنجرا مسمۏم انغرس فى جراحه مرة أخرى .. ليسيل الډم منه أنهارا.
لحظات وسمع طرقات على باب غرفته .. لم يحرك ساكنا .. وقف واجما مقطب الجبين سمع والدته من خلفه تقول
عجبك كده أهم مشيوا بسرعة ومرضيوش يعدوا أكتر من كده
الټفت مراد اليها ببطء .. كانت الڼار تشتعل داخل عيناه .. زأر كأسد غاضب
مش عايز أبدا .. أبدا .. أسمع كلام فى موضوع الجواز ده تانى .. أنا مش عايز أتجوز .. ولا محتاج انى أتجوز
ثم أكمل بصرامة
لو جبتيلى سيرة الجواز تانى أنا هسيب البيت وأخد شقة أعد فيها لوحدى
قالت امه پحده
وليه متديش لنفسك فرصة انك تعرف البنت
قال پعنف
البنت اللى أول ما خرجت من باب بيتنا قالت لمامتها كفاية انه معاق .. هى دى اللى عايزانى أتجوزها .. عشان تتكبر عليا وتحسسنى بالنقص طول عمرى .. أنا لا هسمحلها ولا هسمح لغيرها انها تقلل منى أو تمس كرامتى .. عرفيها ان أنا اللى رافضها مش هى
قال ذلك ثم خرج من الغرفة پغضب .. تنهدت أمه بحسرة وحيرة وضيق .
توجه مراد الى سيارته وأغلق الباب بعصبيه وانطلق بأقصى سرعة .. كان الڠضب باديا على وجهه وهو يسير مسرعا بدون وجهة محدده .. وكلما زاد افراز الأدرينالين فى دمه .. زاد من سرعة سيارته .. حتى كادت أن تنحرف عن الطريق .. كان يشعر بأن بداخله بركان ثائر .. يريد أن يفرغه ليرتاح .. لكن هيهات .. لا طريقه لإفراغه أبدا .. وصل الى الطريق الصحراوى .. ثم أوقف سيارته على جانب الطريق كان يلهث وكأن خرج من سباق للعدو .. استغرق الأمر ساعة ونصف حتى استطاع التحكم فى غضبه .. أدار مقود السيارة وعاد فى طريقه مرة أخرى .. أدار المسجل ليستمع الى ترتيل آيات الله .. فشعر بسکينه داخل قلبه .. ولانت ملامحه قليلا .. وأصبح أكثر هدوءا .. أثناء توجهه الى بيته .. سمع آذان العشاء ينطلق من مكبر أحد المساجد الصغيرة على الطريق .. أوقف سيارته وتوجه الى المسجد توضأ ووقف يصلى .. كان يطيل كثيرا فى سجوده وكأنه لا يريد لجبينه أن يفارق أرض المسجد .. ثم يبتعد عنه ليعود اليه مرة أخرى فى لهفه .. أنهى صلاته ورحل الجميع لكنه ظل فى المسجد .. أسند ظهره على أحد الأعمدة .. بدا عليه الوجوم والشرود .. اقترب منه الإمام قائلا
مالك يا ابنى فى حاجه
نظر اليه مراد قائلا
لا يا شيخ مفيش حاجه
تفرش الشيخ الأرض بجوار مراد وقال له
ارمى حمولك على الله .. هو وحده اللى بإيده الحل
تمتم مراد
ونعم بالله
أكمل الشيخ
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج .. الدنيا دى دار ابتلاء .. ولازم الواحد يصبر ويحتسب
ثم نظر الى مراد قائلا
تعرف ان أى حاجه بتصيبك فى الدنيا بتكفر من سيئاتك وحملك فى الآخره .. تعرف ان حتى الشوكة لما تشكك بتكفر عنك سيئاتك .. ده مش كلامي أنا ده كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا أذى إلا كفر الله به عنه حتى الشوكة.. شوف رحمة ربنا بيك أد ايه
بدا على مراد التأثر فأكمل الشيخ قائلا
الصبر يا ابنى نعمة من ربنا وثوابه عظيم .. بس أهم حاجه تصبر صبر جميل .. يعني تكون راضى .. مش تصبر بسخط ولأن مش قدامك حاجه الا انك تصبر .. لا .. تصبر وانت
راضى وبتقول الحمد لله .. ربك بيقول فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
أومأ مراد برأسه وابتسم للشيخ قائلا
شكرا يا شيخ كنت محتاج أسمع الكلمتين دول .. ربنا يباركلك
ربت الشيخ على كتفه ثم نهض .. سكن مراد قليلا ثم غادر المسجد وتوجه الى سيارته وهو يشعر بأنه أصبح أفضل حالا وأكثر راحة .
جلست سارة على فراشها تتأمل احدى الصور ولاحت على شفتيها ابتسامه صغيره .. اقټحمت نرمين أختها الصغرى الغرفة دون استئذان .. ارتبكت سارة وحاولت اخفاء
الصورة خلفها قائله بحنق
فى حد يفتح الباب كده من غير ما يخبط
نظرت اليها نرمين بخبث قالئه
ايه اللى مخبياه ورا ضهرك
قالت سارة بتوتر
ملكيش دعوة حاجه متخصكيش
ثم اكملت پغضب
نرمين متفتحيش الباب كده وتهجمى على الأوضة .. ابقى خبطى الأول زى الناس المحترمة
قفزت نرمين اتجاهها وفى لحظة خطفت الصورة من يدها .. حاولت سارة انتزاع الصورة منها .. لكن نرمين كانت قد رأتها بالفعل .. فصاحت
يا حلاوة يا ولاد .. يادى الڤضيحة ام جلاجل يادى الجرسه أم حناجل
قالت سارة بإرتباك وهى ټخطف الصورة من يدها
ڤضيحة ايه متحترمى نفسك
أمسكتها نرمين من يدها وأجلستها على الفراش وجلست بجوارها قائله
قوليلى بأه ومن الأول وواحدة واحدة كدة .. صورة طارق بتعمل معاكى ايه .. وجبتيها منين
قالت سارة بتوتر وهى تنظر الى الباب المفتوح
قومى اقفلى الباب الأول
فعلت نرمين وعادت لتجلس بجوارها مرة أخرى .. قالت سارة بخجل
دى صورة كان مراد و طارق متصورينها مع بعض بس أنا قصيت الجزء اللى فيه طارق .. يعني مش هو اللى ادهالى أو حاجه عشان دماغك متروحش لبعيد
ابتسمت نرمين بخبث وقالت
آه جولتيلي يا بنيتى .. وبتعملى ايه بأه بصورة سي طارق
نظرت اليها سارة بحزن وقالت بصوت خاڤت
بحبه يا نرمين .. ومش عارفه أعمل ايه
قالت نرمين بجديه
طيب انتى حسه ان فى حاجه من نحيته
هتفت سارة بحنق
هو أنا بشوفه أصلا .. وبآله كتير مجاش عندنا .. مش عارفه مراد ليه مبقاش يعزمه كتير زى الأول
قالت نرمين بسخريه
قال يعني لو جه كتير هتعرفوا تتكلموا سوا
قالت سارة بحزن وهى تنظر الى الصورة
عارفه ان مفيش أمل
ابتسمت نرمين وقالت بمرح
بس بصراحة لو جيتي للحق يعني هو مش أمور .. مراد عنده صحاب كتير أحلى منه
نظرت اليها سارة بجديه وقالت
بس راجل وانسان محترم وذوق وأخلاقه كويسة وبعدين مش وحش .. هو مش وسيم أوى ماشى .. بس مش وحش
ابتسمت نرمين بخبث وقالت
أنا مالى يا ستى هو بتاعى ولا بتاعك
قالت سارة پحده
ايه بتاعى وبتاعك دى متحترمى نفسك يا نرمين
يا ستى متزعلش كده بهزر .. هو لا حد يعرف يهزر معاكى ولا مع أخوكى .. ايه يارب البيت العقد ده
صمتت قليلا ثم قالت
وناويه تعملى ايه يا ست الكتكوته
قالت سارة بإستغراب
أعمل ايه يعني .. ولا حاجه طبعا
هتفت نرمين
يا فرحتى بيكي يا سارة .. عايشه فيلم حب من طرف واحد .. وحتى معندكيش استعداد تحاولى يبقى من طرفين
قالت سارة بدهشة
انتى عجيبة فعلا عايزانى اعمل ايه يعني اروح أقوله أنا بحبك ممكن لو سمحت تحبنى وتيجي تتقدملى
لأ طبعا ما قولتش كده .. بس حاولى مثلا تلفتى نظره .. يعني مثلا روحى ل مراد الشركة .. وبصى ل طارق بصات ليها معنى و كمان ممكن ..........
قاطعتها سارة قائله پغضب
بس كفايه .. أنا غلطانه انى حكتلك أصلا ايه العك اللى بتقوليه ده .. أنا مستحيل طبعا أعمل كده
صاحت نرمين وهى تنهض وتغادر الغرفة
براحتك بأه أنا نصحتك وانتى حره
خرجت من الغرفة لتترك سارة التى أخذت تتأمل الصورة مرة أخرى فى حزن
جلست مريم تراقب ساعة الحائط .. ها هى على موعد مع خطاب آخر من خطابات ماجد .. دقت الساعة معلنة منتصف الليل ففتحت الخطاب رقم 55 فى لهفة وقرأت
حبيبتى مريم .. أتذكرين الزهرة
التى أهديتها لك يوم أن كتب كتابنا .. قلت لك يومها انها تشبهك فى رقتك وبراءتك .. ليس عندى ذرة شك فى أنك مازلتى تحتفظين بتلك الزهرة .. لم تخبريني أبدا أنك تحتفظين بها لكننى على يقين من ذلك .. حبيبتى طلب منك هذا الاسبوع سيكون صعبا قليلا .. أريدك أن تتخلصى من تلك الزهرة .. تخلصى منها بالشكل الذى يريحك