رواية تزوجت م.دمنا
عقدت حياه يديها تحت صدرها، وتجولت هذه المرة عيون كريم عليها..
تأملها بدون اهتمام وبنظرات حادة..
تنهد وهو يمسح أنفه من الجانبين بلهفة ورعشة، يحاول ان يكبت شه-وته ورغبته في لحظاته المتبقية..
" طبعا حضرتك عارف احنا هنا ليه، انا جاي طالب إيد الآنسة اآ..
سعل كريم بحرج وهو يحاول ان يتذكر اسمها.. أخذ يسعل متحججا وهو يشيح بوجهه في حرج..
لمح من على بعد إطار ذهبي يغلف ورقة شهادة تقدير.. أغمض اعينه بشدة وهو يدقق النظر فيها..
صاح مرة واحدة بإندفاع ناطقا اسمها..
"حياه.!"
" طالب إيد الآنسة حياه من حضرتك.! "
أكمل والده
-: وطبعا كل طلباتكو مجابة.! احنا لينا الشرف اننا نناسب عيلتكم.!
صديق -: الشرف لينا احنا.! كريم ظابط اد الدنيا وراجل ملو هدومه، وأنا هبقى مطمن على حياه وهى معاه.!
إبتسمت حياه بسخرية داخلها.. والدها الذي يفرض ان يكون صاحب خبرات ونظرات ثاقبة مغمى العينين.! بسبب أسباب سخيفة تتمثل في
" عايز أشوفك عروسة قبل ما امoت، عايز اشيل احفادك قبل ما امoت.! "
تنهدت بثقل على صوت ابيها المتساءل..
-: ولا انت ايه رأيك يا حياه.؟!
نظرت حياه لكريم واعينه الحمراء اثر ما يد-منه،، تنهدت وهى تحاول رسم ابتسامة لكسب ثقة كريم..
-: الي تشوفه يا بابا..!!
هتف أحمد صائحا..
-: عال اوي.! يبقى نقرأ الفاتحة.!
حياه بداخلها " وهو واحد زي ده هيبقى حافظ الفاتحة.! ده مش هيفتكر اسمه اساسا.! "+
~~
"
كل العلوم نافعة.! الآن اثبت ان العلم بأنواعه نافعا.. لا يفقد صاحب المجهود والتعب مجهوده هبائا،، لا شئ يسمى "" وهيعمله ايه التعليم لما في الآخر مش هيلاقي شغلانة عدلة،، هيعملو ايه التعليم لما هينزل يشتغل على ميكروباص ولا تاكسي يلم أجرته بالعافية..!"
هذه فقط حجج وعلل يحتج بها الفشلة الجاهلون.!
العلم هو السبب الرئيسي لرقي الفرد، ومن دونه يدنى الفرد لسابع أرض.!
يكفي ان دراساتي في علم النفس ستجعلني مهيئة لمواجهة ذلك المد-من،، وعن طريقها سوف أستطيع معالجته وتغييره لإنسان أفضل..!""3
كعادة حياه، كل يوم مساءا تكتب ملاحظاتها في الكشكول الخاص بها..
الكشكول الشاهد على خبراتها على مدى ستة وعشرون عاما من الدراسة والتحاليل النفسية،.،!
" أقول فيك ايه يا أخي.! عدا أسبوعين على قراية الفاتحة، لا اتشمللت وروحت تزور البنت، ولا خدت رقم تليفونها، ولا اتنيلت سألت عليها، يقولوا عليك ايه دلوقتي.؟ ها رد عليا يقولوا ايه.؟!
تفوه أحمد بهذه الكلمات بإندفاع وغضب.. وهو يصوبها لكريم وملامح البرود المرسومة على قسمات وجهه..
" يقوله الي يقولوه، انا وافقت ععشانك مش اكتر..! "
هكذا أجاب كريم بلامبالاه.. ليسطترد مكملا..-: وياريت الي يحصل من حلين..
يا نعجل الموضوع واتجوزها واخلص.. يا نفركش بدري بدري، انت عارفني كويس جدا اني مليش في الستات ونكدهم ودباديب وجو قرف.!
كان يتحدث وتعابير الاشمئزاز واضحة تماما على قسمات وجهه..
زفر أحمد بضيق.. ليقف ثوان مفكرا في تلك المسألة، قبل ان يتنهد طويلا مجيب
-: هنعجل الموضوع حاضر، بس يكون في علمك انا مش هسمح إنك تزعل البنت منك ولا تخليها تشتكي شكوى واحدة سواء قبل او بعد الجواز.!
كريم وهو يتثاءب بملل -: متخافش مبعوضش.!
احمد:-
فضي نفسك بكرة عشان تخرج معاها.. هحضرلك بروجرام صغير تعوض بيه الأيام الي فاتت.!
~~
صاحت حياه بصوت جهوري غاضب
-: لا طبعا مش هخرج معاه.! ثم انت ازاي تسمح يا بابا ان انا وهو نخرج لوحدنا كدة وانت متعرفش عنه حاجة.!
صديق -: يا حبيبتي إنت وهو محتاجين تتعرفوا على بعض اكتر وتفهموا دماغ بعض، مش معقول اثنين داخلين على خطوبة ومحدش يعرف حاجة عن التاني كدة.!
صاحت حياه بلهجة مصدومة
-: نعم نعم.! خطوبة.؟ ايه الي خطوبة انا موافقتش عليه ومش موافقة على المهزلة دي.!
صديق-: بقولك ايه يا بت انت وافقتي بنفسك يوميها وقريتي الفاتحة معانا.!
حياه -: وافقت عشان كانوا قاعدين مش هرفض قدامهم يعني هتبقى إحراج ليهم وانت سألتني قدامهم.!
صديق-: مليش دعوة قدامهم وراهم المهم ان الفاتحة اتقرت، والولد مافيهوش حاجة تتعيب مش هسيبه يضيع من ادينا، وقرار مش عايز نقاش فيه بكرة تجهزي نفسك عشان تخرجي معاه.!
زفرت حياه بضيق وهو تجلس واضعة رأسها بين كفيها.. تنهدت طويلا وهى تخرج شحنة هواء دفعة واحدة، وتتوعد لذلك المد-من.!
~~
تثاءب في الفراش، رغم ان الساعة تفاوت عن الثالثة ظهرا.. إلا انه لازال يشعر بالنعاس..
أغمض عينيه محاولا النوم مرة ثانية، قبل ان ترن في خلده جملة والده أمس
" الساعة 4 تكون قدام بيتها تستناها، هتطلع على المركب بتاعتنا هبقى مجهزلك غدا وقاعدة شاعرية، ياريت الجبلة يخلي عنده دم ويتكلم كلمتين عدلين معاها.! "
نظر كريم في ساعة هاتفه، وجدها تشير للثالثة والنصف، ابتسم بلامبالاه وهو يجذب غطاءه ويخلد للنوم مرة ثانية.!
~~
في ذلك الوقت كانت حياه تقرأ إحدى الكتب في علم النفس..
نظرت للساعة الفخمة المعلقة على الحائط..
زفرت بضيق، اقترب الوقت واقترب معه حضور المد-من.!
-هى دائما تضع بغضها ونفورها من الأشخاص في كفة.. واحترامها للقواعد والقوانين في كفة.!
والوقت لديها من الرموز المقدسة، تؤمن به وتقدسه لأعلى درجة.. لذلك نهضت وهى تتأهب " الشرطي المد-من.."
~~
الساعة الرابعة..
الرابعة والنصف..
الخامسة..
الخامسة والنصف.!
¤ كل هذا و"كريم" لم يذهب لحياه..
و حياه تجلس والغضب يعتريها..
مع دقات الساعة السادسة سمعت صوت طرقات على الباب،، لمعت اعينها بالشرر وانطلقت مندفعة نحو الباب..
وقفت لثوان ويدها مثبتة على مقبض الباب..
قالت في نفسها
-: واحد زي ده مش هيعرف يعني ايه احترام مواعيد.. ولا هيتأثر بحاجة.!
يبقى ملهاش لازمة عصبيتي.!
رسمت ابتسامة صغيرة على ثغرها وهى تفتح الباب..
في نفس الوقت كان " كريم " يقف متأففا، يتوقع إنها ستغضب كغضب ابيها تماما عندما عندما تأخر عن الوقت..
أيقن أنها ستمثل دور المرأة المصرية الكئيبة.. زفر بضيق وهو يلعن صفقة والده التي وضعته في حصار كهذا.!1
دهش عندما رآها تفتح الباب مشرقة المحيا، وتقترب للخارج وهى تغلق الباب خلفها.!
نظرت له وتحدثت بمنتهى الرقة
-: بتمنى مكنش اتأخرت في فتح الباب.؟