السبت 23 نوفمبر 2024

قصه أحد السلاطين لم يرزق بأبناء ورغم زواجه كامله

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


الآن أغرب عن وجوهنا وإياك أن تحاول الإقتراب من الغابة
لكنه جثا على ركبتيه وقال للأمير أنا عبدك وتحت أمرك وأعرف كيف أرد لك الجميل سأحتال على سيدي يعقوب وأجعله يأتي إليك فتقبض عليه وتأخذ بثأرك منه
أجاب صفي الدين سأفكر بشأنك أما الآن سنشد وثاقك لنضمن أنك لن تهرب لسيدك وتخبره بحالنا
.....بنى العبيد أكواخا كبيرة وأحاطوها بسور من جذوع الأشجار ووزع الأمير الطعام على أهل القرية التي أحرقها يعقوب وطلب منهم السكن في الأكواخ التي بناها

وبدأ أمر صفي الدين يعظم وسمعت القرى المجاورة ووعدته بالمساعدة أعطاها سلاحا وطلب منها الإغارة على قوافل يعقوب وكل ما ييأخذون يكون رزقا لهم وغنيمة
وبلغت يعقوب الأخبار بأن ثلاثة من قوافله قد نهبت فأمر أن تتوقف حتى يجد حلا ثم أتى للسلطان وطلب منه أن يرسل جيشا ليطارد قطاع الطرق حول الغابة والمستنقعات
فأخبره أن ذلك يحتاج للوقت والمال ڠضب يعقوب فهو يعلم أن السلطان لا يحبهفرغم ثرائه لا يدفع سوى مقدارا ضئيلا من الضرائب ونتيجة لذلك فخزائن المملكة فارغة
بعد أيام قال صفي الدين لكريمة الآن بإمكاننا العودة لا بد أن يعلم أبي ما حصل وستخبره لمياء بالحقيقة لن يقدر أحد أن يمنعنا فالكثير من القرى الفقيرة أخذت نصيبا من قوافل يعقوب وإنضمت إلينا ووعدتها بالمزيد من أمواله وجيش أبي ضعيف وسيفتح الأبواب إذا علم برجوعي وعلي أبهة الملوك
أما يعقوب فستكون مفاجئة له فهو يعتقد أني ڠرقت
كل شيئ يجب أن يتغير لقد سجن ظلما الكثير من التجار وتسبب في إفلاسهم وأنا سأطلقهم وأرجع لهم أموالهم
لن أترك رجلا واحدا يتحكم بتجارتنا وسأعطي البذور للفلاحين لكي يزرعوا ويحصدوا وسنأكل من أرضنا ولا نشتري القمح من غيرنا أبي شخص مسالم وهو لا يصمد أمام إغراءات وهدايا ذلك الوغد وحالة المملكة تعرفينها الفقر والجوع وضعف التدبير.
لم يلاحظ الأمير أن العبد عدنان كان يستمع إليه بإهتمام رغم أنه كان مقيدا في شجرة بعد ذلك إقترب منه أحد القرويين فهمس له العبد شيئا ثم إنصرف دون أن يحدث صوتا
وفي الليل تسلل شبح خارج الغابة اتجه إلى المدينة وهو يحاذر ألا يراه أحد في الغد سار الأمير مع عبيده وأتباعه من الفلاحين والصيادين وقد تجهزوا للقتال
ولما وصلوا إلى أسوار المدينة صاح الفتىأنا الأمير صفي الدين بن مؤنس وهذه الأميرة كريمة آمركم بفتح الأبواب وإعلام أبي السلطان بقدومي
أطل رئيس الحرس وقال لا أعلم من أنت وماذا تريد فالأمير م١ت في المستنقعات منذ أسبوعين ولقد وجدنا جثته البارحة ودفنناها ثم صاح رماة فإمتلأت الأسوار برماة السهام والحراب
قال الأمير لمن معه تراجعوا تراجعوا هناك خائڼ بيننا لا أحد هنا يعلم بقدومنا والأمور أصبحت أكثر تعقيدا من قبل
رجع الأمير ومن معه إلى الغابة وفي الطرق قالت كريمة أنا متأكدة أن ذلك العبد عدنان هو من أبلغ سيده بخروجنا إلى المدينة وقد نصحتك بقټله
أجاب صفي الدين لا نملك دليلا وإن كنت لا أستبعد ذلك وسأراقبه من بعيد Lehcen Tetouani 
قالت كريمة عندي فكرة سنقول أننا سنتسلل تحت جنح الظلام من سرداب قديم شرق المدينة والخائڼ لما يسمع هذا القول سيحاول إيصاله إلى يعقوب وعندئذ سيكون عبيدك في انتظاره وراء الأشجار 
إبتسم الأمير وقاللو قبضنا عليه فعوض أن أعاقبه سأعطيه مالا لينقل ليعقوب أخبارا خاطئة
قالت كريمة لقد علمتك الأحداث أن تحسن التدبير وأنا أيضا لم أكن أعرف شيئا الغابة علمتني كيف أعيش مع المخاطر لعلى أحتاج ذلك يوما لإسترجاع ملك أخي من يدي عمي الظالم
أجاب الأمير لما أتخلص من يعقوب وجماعته سأساعدك هذا وعد مني
لما وصل الأمير إلى قريته جمع الناس وقال لهم لم نقدر اليوم على دخول المدينة بالقوة وسنستعمل الحيلة وهذا ما سنفعله غدا لما أتم كلامه قالوا له أحسنت التدبير والله
مرة أخرى إستمع العبد إلى كل شيئ كانت كريمة تنظر إليه من نافذة الكوخ وفجأة إقترب منه رجل قصير أحدب همس له بشيئ ثم إنصرف أحست الفتاة بالتعب من طول الجلوس
وقالت في نفسها هل يمكن أن يكون ذلك الأحدب هو الخائڼ عليها أن تنتظر الليل لتعرف ذلك ثم أخرجت أخاها الضفدع من جيبها وأخذ يقفز بسعادة فلقد كانت في اليومين الفائتين مشغولة جدا
تذكرت كريمة جرة الحكيم السابع وقالت ليس لدي ما أفعله سأذهب للمستنقعات فهناك جرة أخرى وأنا أعرف مكانها
نزل الضفدع إلى الماء وربط الجرة بحبل ولما فتحتها خرج منها ضباب وظهر تحتها شيخ فقال اسمعو قصتي
...... حكى الشيخ عن قصته لكريمة وقال أنه حكيم المياه والزراعة وإبتهج لما عرف أنه الحكيم الثاني الذي يخرج من سجنه ووعد كريمة أن يزرع الأراضي وتأكل من محصولها
لما وصلت وجدت الأمير ينتظرها وقد ظهر عليه القلق ثم سألها عن الشيخ فقالت سنحرث الأرض ونزرعها فقوافل يعقوب مليئة بالقمح والشعير والذرة وأصناف البذور 
كان الليل قد نزل مبكرا ذلك اليوم
 

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات