الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية نبوية المغسلة للكبار

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية نبوية المغسلة  للكبار

بداية القصة:

أنا “نبوية الفولي”، عندي 47 سنة، عايشة لوحدي في شقة بسيطة، مش متجوزة، وأبويا وأمي متوفيين من زمن، وعيلة أبويا وأمي، أغلبهم م١ت يعني أنا لوحدي من كل الاتجاهات… دايمًا فاكره أمي بالخير، ومفتقداها أوي، خاصة إنها ما@تت بسبب الإهمال الطبي، يلا الله يرحمها…. بدأت معايا القصص المرعبة في شغلي، بحاجات بسيطة في البداية، يعني أصوات مرعبة بليل أسمعها لما أتأخر في شغلي، حاجات بتقع في أوضة التغسيل، اللي هي مربعة وواسعة، وفيها الصابون، والمياه، والمناشف بتاعت ال@ثث..

مثلًا أبقى عاملة شاي، أروح أجيب المنشفة، وأنشف الججث0ة، وبعد ما أخلص أرجع ألاقي الشاي نصه اتشرب… ولما الدنيا كانت بتتفاقم معايا، وتبقى مرعبة بزيادة، كنت مثلًا أجي أغسل ججث0ة ست م@يتة، ألاقي عينيها فتحت فجأة لوحدها، إيديها اتحركت شمال، يمين.. وأوقات تانيه كنت بحس إن بغسل ناس لسه عايشة.

وبدأت الدنيا معايا تسوء، لما سنة 2000، حصلت حادثة شنيعة عندنا في المحافظة، شوية شباب مكملوش 20 سنة، كانوا راكبين عربية، وخارجين يوم رأس السنة، وماشيين على كوبري ترعة “الزغاليل”، علشان يعدوا للناحية التانية من القرية، فوق الترعة اللي بيستخدمها الفلاحين في ري أراضيهم الواسعة.

ولأن الكوبري كان قديم، وقعت بيهم العربية في المياه، وكلهم غرقوا… الدنيا اتقلبت، وتحقيقات في كل حتة، ولما الجهات الأمنية، اتأكدت إن مافيش شبهة جنائية، صرحوا بدفن جثث الشباب اللي وصلوا لأربعة، بنتين، وولدين، وكانوا من عيلة واحدة، وولاد ناس، والكل بيحبهم. ججث0ة البنتين جم ليا، وكان معايا في أوضة التغسيل “صفية” زميلتي… حطينا البنتين على ترابزتين، وبدأنا نغسل فيهم، وكان يومها الساعة 7 بليل، والأوضة واسعة، والدنيا هدوء، لأننا تحت الأرض…

بعد ما خلصت، جيت أنشف ججث0ة البنت اللي معايا، لاحظت إنها بتبتسم، وبتحرك عينيها من تحت الجفن، قلقت شوية، وحطيت إيدي على رقبتها علشان قولت يمكن تكون عايشة، بس لاقيت جسمها ساقع، ومافيش نبضات، يعني ميتة… فكملت وبعد ما نشفت جسمها، لاقيتها رفعت إيديها، وضربتني بالقلم على وشي، ومن قوة الضربة، والصوت العالي، “صفية” اتخضت، وصوتت بحس عالي، وسألتني:

-إيه ده ؟ هي إزاي الججث0ة ضربتك ؟

من الصد@مة مكنتش قادرة أرد، والرعب اللي ظهر على “صفية” زود الموقف توتر، وقلق، فضلت ثابتة في مكاني، لحد ما الدكتور “رجب الأنصاري” اتصل على تليفون الأوضة الأرضي، “صفية” ردت عليه، ولاقيته بيستعجلها، علشان الجث@ث تتسلم، وتدفن في مقابر العيلة… وبعد ما قفلت معاه قالتلي:

-نبوية، اندهي حد من بتوع الأمن، خليه يقف بره على باب الأوضة، ولو حصل حاجة تاني، ننده عليه.

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات